Monday, January 3, 2011

!جثث و نحيب و ركام و خمسة آلاف جنيه



من يرقص فوق جثث شهداء الأسكندرية؟
انت؟
أنا؟
السلفيون؟
الوهابيون؟
القاعدة؟
الشيعة؟
الموساد؟
السي آي إيه؟

فكر أكثر..
بينما تٌفتح التوابيت. و يخلع النظام عباءته المرقعة المهلهلة لتغطية وجوه ضحايا خصهم القدر بعيد ميلاد مختلف

الحكومة تهدي 5 آلاف جنيه لأسرة كل ضحية و هذا كل شيء.
تشهر أسلحتها في وجه الباقين على قيد الحياة و هذا كل شيء
حضرتك واقف هنا ليه. افتح شنطتك؟ و فين بطاقتك؟ و ادخل مرة واتنين وتلاتة في جهاز كشف المعادن وهذا أيضا كل شيء.

ييتفتتون-يشجبون-يدينون الإرهاب-يخطبون-يُزايدون-يعلنون الطواريء ولا جديد

جثث و نحيب و ركام و خمسة آلاف جنيه!!

النظام لا يستطيع الجود بما هو أكثر لأنه يدعي دائما أن الحال على قده. و كفاية أنه كان سببا في توريثهم الجنة
يعني هيدخلوا الجنة و ياخدوا 5آلاف جنيه عايزين أكتر من كده ايه؟

ماذا سيفعل المسؤلون بعد أن يحكُوا فروة رؤسهم باحثين عن حل ثم يشربون القهوة في اجتماعات طارئة و يتبادلون نظرات الاستفهام و الدهشة؟
سيرحلون إلى بيوتهم الفخمة و يعتذرون لأسرهم لأنهم لم يستطيعون قضاء أجازة رأس السنة معهم في بلد آخر على النقيض من هنا.
تضيف-هاديء-سعيد-آمن

يتحولون فجأة إلى مجرد ورقات اعتذار مطبوعة و موزعة على الجميع. سطران للوطن و سطران للجثث وسطران للأسر سطران لما هم أعلى منه و خمسة آلاف جنيه لغسل ضميره

هو كذلك المسؤل المصري -الذي لا أعرفه- و لكنه في ذات الوقت كان يعرف جيدا حاجة الكنائس لحماية قصوى بعد تهديدات القاعدة.

لم يبقى في المشهد سوى بقايا أشلاء و خيوط من ملابس العيد الممزق و بعض الأفكار المفتتة وقع انفجار الصدمة.
فيما على الجانب الآخر يستمر بابا النويل في توزيع الهدايا و الكؤوس على الطبقات النصف واعية لهذا البلد و النصف متنسبة إليه و القليل مهتمة به و الأكثر أحقية بالاستهداف

الحزن المٌعلب هو كل ما تستطيع استكشافه في وجوه المسؤلين في مصر و بعض رسائل الإعلام سريعة التحضير و سريعة التنصل من المسؤلية

لن تعرف في هذه البلد من هو المسؤل؟
أنا شخصيا سألت نفسي نفس السؤال و بالتفكير العميق اكتشفت أنه عم أبو عثمان بواب العمارة بعدما كان يغسل سيارة جار مسيحي بينما كان عليه في نفس الوقت فتح أبواب الجامع المجاور لحلول ميقات الصلاة فثار المسلمون و قرروا الانتقام وراح كل هؤلاء ضحية لعم عثمان و غيره من البوابين و العساكر و السواقين و العمال و عمال الدليفري.

ولم تبقى سوى أن تعلن طبقة الكريم دولا كريم في مصر ثورتها على عربات الفول.
ثورة الطبقة العليا المترابطة بفعل تكافؤ المصالح على الطبفة الفقيرة (بنت الكلب اللي مش هتجيبها البر دي)

(فلنفجر من هم دون خط المليون دولار) لنرتاح من مشاحناتهم و مهاتراتهم و اعتصاماتهم و انفعالاتهم و دموعهم و نحيبهم و تنديدهم و غضبهم ووجعهم و تقضيبهم و كآبتهم المتجددة.
هكذا لابد أن تقول مصر الصغيرة المعزولة خلف أسوار المدن الجديدة . المنتقبة بعتمه زجاج السيارات الفارهه.التمجمده في هواء الأماكن البرايفت.

هكذا لابد أن تفكر مصر المعزولة متمنية لمصر العامة بشوارعها و حواريها وعشوائياتها المزيد و المزيد من الإبادة.



No comments:

Post a Comment