Sunday, January 9, 2011

لمجرد أنه خرج عن صمته!

تم فصل زميلي عن العمل. لم أكن أعرفه جيدا. و لم أكن حتى ألحظة و لكنه اشتغل و اضاء لحظة احتراقه و اختفاءه المفاجيء.
أرسل إيميل عام اعتراضا على سياسات أحد المديرين. فهنأه الكثيرون. وأيدوه.و دعموه و ازدادوا تشجيعا له مع مرور الساعات
صباح اليوم التالي. تم فصله.
صمت الجميع
ولم ينطق أحد!

Monday, January 3, 2011

!جثث و نحيب و ركام و خمسة آلاف جنيه



من يرقص فوق جثث شهداء الأسكندرية؟
انت؟
أنا؟
السلفيون؟
الوهابيون؟
القاعدة؟
الشيعة؟
الموساد؟
السي آي إيه؟

فكر أكثر..
بينما تٌفتح التوابيت. و يخلع النظام عباءته المرقعة المهلهلة لتغطية وجوه ضحايا خصهم القدر بعيد ميلاد مختلف

الحكومة تهدي 5 آلاف جنيه لأسرة كل ضحية و هذا كل شيء.
تشهر أسلحتها في وجه الباقين على قيد الحياة و هذا كل شيء
حضرتك واقف هنا ليه. افتح شنطتك؟ و فين بطاقتك؟ و ادخل مرة واتنين وتلاتة في جهاز كشف المعادن وهذا أيضا كل شيء.

ييتفتتون-يشجبون-يدينون الإرهاب-يخطبون-يُزايدون-يعلنون الطواريء ولا جديد

جثث و نحيب و ركام و خمسة آلاف جنيه!!

النظام لا يستطيع الجود بما هو أكثر لأنه يدعي دائما أن الحال على قده. و كفاية أنه كان سببا في توريثهم الجنة
يعني هيدخلوا الجنة و ياخدوا 5آلاف جنيه عايزين أكتر من كده ايه؟

ماذا سيفعل المسؤلون بعد أن يحكُوا فروة رؤسهم باحثين عن حل ثم يشربون القهوة في اجتماعات طارئة و يتبادلون نظرات الاستفهام و الدهشة؟
سيرحلون إلى بيوتهم الفخمة و يعتذرون لأسرهم لأنهم لم يستطيعون قضاء أجازة رأس السنة معهم في بلد آخر على النقيض من هنا.
تضيف-هاديء-سعيد-آمن

يتحولون فجأة إلى مجرد ورقات اعتذار مطبوعة و موزعة على الجميع. سطران للوطن و سطران للجثث وسطران للأسر سطران لما هم أعلى منه و خمسة آلاف جنيه لغسل ضميره

هو كذلك المسؤل المصري -الذي لا أعرفه- و لكنه في ذات الوقت كان يعرف جيدا حاجة الكنائس لحماية قصوى بعد تهديدات القاعدة.

لم يبقى في المشهد سوى بقايا أشلاء و خيوط من ملابس العيد الممزق و بعض الأفكار المفتتة وقع انفجار الصدمة.
فيما على الجانب الآخر يستمر بابا النويل في توزيع الهدايا و الكؤوس على الطبقات النصف واعية لهذا البلد و النصف متنسبة إليه و القليل مهتمة به و الأكثر أحقية بالاستهداف

الحزن المٌعلب هو كل ما تستطيع استكشافه في وجوه المسؤلين في مصر و بعض رسائل الإعلام سريعة التحضير و سريعة التنصل من المسؤلية

لن تعرف في هذه البلد من هو المسؤل؟
أنا شخصيا سألت نفسي نفس السؤال و بالتفكير العميق اكتشفت أنه عم أبو عثمان بواب العمارة بعدما كان يغسل سيارة جار مسيحي بينما كان عليه في نفس الوقت فتح أبواب الجامع المجاور لحلول ميقات الصلاة فثار المسلمون و قرروا الانتقام وراح كل هؤلاء ضحية لعم عثمان و غيره من البوابين و العساكر و السواقين و العمال و عمال الدليفري.

ولم تبقى سوى أن تعلن طبقة الكريم دولا كريم في مصر ثورتها على عربات الفول.
ثورة الطبقة العليا المترابطة بفعل تكافؤ المصالح على الطبفة الفقيرة (بنت الكلب اللي مش هتجيبها البر دي)

(فلنفجر من هم دون خط المليون دولار) لنرتاح من مشاحناتهم و مهاتراتهم و اعتصاماتهم و انفعالاتهم و دموعهم و نحيبهم و تنديدهم و غضبهم ووجعهم و تقضيبهم و كآبتهم المتجددة.
هكذا لابد أن تقول مصر الصغيرة المعزولة خلف أسوار المدن الجديدة . المنتقبة بعتمه زجاج السيارات الفارهه.التمجمده في هواء الأماكن البرايفت.

هكذا لابد أن تفكر مصر المعزولة متمنية لمصر العامة بشوارعها و حواريها وعشوائياتها المزيد و المزيد من الإبادة.



Sunday, December 12, 2010

جوارب ملونة.





ليست جميلة ولكنها مهووسة بالتجمل.

تعشق التاتو و تسعى خلف تقنيات شد البشرة و صالونات تلوين الشعر و إطالة الأظافر.


تحب الفساتين القصيرة لأنها تمنحها الفرصة لارتداء جوارب مزركشة تشبع رغبتها بتغير لون جلدها من آن إلى آخر.


تحب الضحك بشده.

لدرجة أنك كثيرا ما تنظر خلفك باحثا عن شيء كوميدي لأنك لا تصدق أن حديثك أثار فيها كل هذه القهقهة.

تضحك معها واهما أنك أصبحت فجأة غاية في خفة الظل.


تضحك هي أكثر بداخلها معلنة انتصارها على سذاجتك ساخرة من تصديقك لوهم حاكته هي على مقاسك.


هي كل الصخب الذي ينتهى إلى الاشيء.

كل الأمل الذي يؤل إلى العتمة.

كل الفرح الذي يؤل إلى الاكتئاب.

و كل الفخامة التي تقود إلى العشوائيات.


تتذكرها مع عقارب الساعات و رنات الهاتف و طرقات المنبه و ضوضاء الشارع ووجوه الفنانين المعزولة بالمساحيق و المحفورة بالابتسامات "التاك أواي" و المرحبة بشدة طوال الوقت و بلا داعي.


تمثالا نحته الزمن ليكون رمزا له .و كم تشبههّ !

كم تشبه تلك المرأة الحياة و ليست أيا حياة هي شخصا يليق بالعيش في هذا الوطن رغم اعتيادها التنصل منه.

صار يحفر خريطته في عقلها حيث كل الطرق ممهدة لأصحاب المال و السلطة. مسدودة و معتمة في وجه البسطاء. وعرة و مُهلكة للفقراء.


مضيئة عن بعد مشتعلة عن قرب ملفتة للوهلة الأولى و ربما الثانية مفزعة بعد ذلك.

ناعمة ودافئة في البداية مجعدة و ملبدة ومتبلدة بعد وقوعك فيها.

تتنصل هي من ذلك الوطن الذي تشبهه و هو كذلك.

كلاهما يشبه الآخر وكلاهما يلعن الآخر و كلاهما يتخفى من قبحه الظاهر في مرآه الثاني. كلاهما يشبه الوقت و كلاهما أيضا يمقتانه


10-2010


Saturday, August 21, 2010

لا قبل لا بعد. دائرة العدم



أني لا أحب ولا أكره ولا أبغض ولا أرغب. ولا أرفض ولا أقبل. ولا أعود ولا أرحل. ولا أواجه ولا أهرب. إني فقط باقية حيث أكون. اتنفس القدر في سكون في المكان الذي قرر. إني أنا فقط أعيش.

لا شيء يعني و لا لون يبقى. لا ذاكرة تثرثر. لا أحلام تناضل. لا غضب يَنتَفِضْ ولا فرح ينتصر. لابعد لا قبل

أنا فقط هنا حيث جئت
جئت حيث يجب أن أصير
صرت حيث كان محددا لي أن أكون

الحركة تعني لي صور. الصور تتحرك لأن تصير أحداث. الأحداث تتحرك كأنها ألبوم تم ضبطه في آلة التصوير الديجيتال. الآلة تحرك الصور في تتابع محسوب. الصور تم التقاطها من هناك

هناك لا يشبه مكانا أو زمانا في هذا الكون
الكون يدور في آلة تصوير
آلة تصوير أهداها لي القدر يوم جئت

جئت حيث كان مقررا لي أن أكون
أكون حيث كان مقررا لي أن أصير
أصير حيث تمضي الصور
الصور تتحرك كما يشاء القدر
القدر يأتي من هناك
هناك ليس مكانا أو زمانا يشبه الكون
الكون يدور حول نفسه
نفسه تدور حول ذاتك
ذاتك تدور حولها الأحداث
الأحداث تدور في صور
الصور تسير لأن تكون أحداث
الأحداث تدور

الدائرة لا تنتهي

ولكني سأرحل

سأرحل حيث جئت

جئت حيث يجب أن أكون

أكون...



Mayada 21-8-2010

Sunday, April 18, 2010

اتجاه معاكس


ليته ريشة
تخطط ملامحه و تحني الخاتم حول إصبعه. و تضرب رتوشا من الأبيض فوق خصلات شعره. و تمر لتحدد عيونه الواسعة و تصبغها بلون عسلي تعاني درجته من قلة اليقين.

ليته ريشة متقصفة الشعيرات لتنثر خطوطا مبتورة و متعرجة تليق بتفاصيله
و تنقل ألوانه الفاتحة غير مكتملة البهجة

و ترسم له قلب أكبر و تضيف له ابتسامة هادئة لا يجيدها في الواقع
و تعيد له براءة تركها لغيره فوق طاولات الدراسة

و تنثر عليه قطرات من ألوان الجنون التي طالما ذابت و اختفت فوق قميصه الرزين

ليته ريشه تمد له أفق بعيد على جانبي طموحه
ريشه تغرق في الأبيض وتضرب بالأمل في إضاءات خفيفة حوله

ليت قلمي ريشة تمتص ألوان حلمي و جنوني و تنطلق في رحلة تهور تملأ الفراغ داخلك

ليت قلمي ينثر تفاصيلك هنا و هناك لإعيد تجميعها و ترتيبها من جديد

ليتني ريشتك. و لكني اعلم انك لست بحاجة إلى ريشة
ولا أعرف كيف أكون تفاصيلك الحاسمة حادة الزوايا دقيقة الشكل آلية التحرك


Tuesday, April 13, 2010

كلنا باب





انا باب طوله 171 سنتيمتر مزين بابتسامة مستفهمة و وفكرة و رأي خاص.
باب صاخب أحيانا من كثرة الجدل
موارب أحيانا من قلة اليقين
مغلق أحيانا حدادا على سقوط احد مفصلاته أو شرخ بهيكله
مفتوح لآخره ملبيا نداء كلمة السر التي يلقيها أفراد بعينهم أمامه

أنا باب له عدة مفاتيح
و في عصر الديجيتال له عدة كروت ممغنطة

له مطرقة
وأحيانا جرس

أنا باب ليس له مقبض تضغطه أو تلويه لكي ينفتح
باب لا يؤثر فيه العنف رغم أنه ليس ضد الكسر

هي مسألة تبادل طَرَقات. طرقة هنا و طرقة هناك.

بابا ينفتح من طرقة واحدة و باب لا تحتاج أن تطرقه أساسا. و أبواب تنفتح من كثرة الضجيج و أخري متجمده في مكانها مستسلمة لخيوط العنكبوت الذي عليك محاربته واكتشاف ماورائه إذا أردت . أبوابا أخرى لاتلبي أي نداءا خارجها عاقدة العزم على الانطفاء
مستسلمة لعقيدة التشيؤ

أبوابا لها أزيز مزعج و أخرى تعزف الموسيقى بمجرد أن تسمج لك بالدخول.
أبوبا غابرة و أخري تتجدد
وأبوابا شفافة و أخري قاتمة
أبوابا ترتدي الكآبة عمدا وأخري مبهجة دون قصد


نحن أبواب تخفي ورائها عوالم مختلفة و متباعدة. نادرا ما تطرح تفاصيلها فوق هيئة الباب

انت فقط من عليك المراهنة على الباب المناسب
و طرقه بالطريقة التي يحبها


و إذا كنت لصا فاسرق المفاتيح
و إذا كنت مشعوذا تمتم له بكلمة السر

و إذا لم تجيد تلك الحيل انتظر في مكانك لتأتيك طَرَقات الآخرين
ولكن إحذر خيوط العنكبوت